--------------------------------------------------------------------------------
عيناها.. قصة قصيرة بقلم فاتن
راحت تعزف برقة لحنا ملائكيا وتمر اناملها على اصابع البيانو بلمسات حانية فيصدر اعذب الالحان منتشيا ..وجلس الحضور يستمعون اليها فى صمت وكأن على رؤوسهم الطير ..اما هو فجعل يديم النظر الى عينيها مسحورا كانت عيناها نجلاوان ..لونهما مزيج ساحر بين الازرق والاخضر كلون البحر يغرق فيهما الناظر اليها سعيدا ولا يشعر بالخوف ..وكانت اهدابها كثيفة تلقى ظلالا على وجنتيها الموردتين فتزداد بهاء وجمالا ..وقرر ان يذهب الى المكان مرة اخرى كان يجذبه شيئا غامضا ..يجبره على ان يرتدى ارقى ما لديه ويسرع الخطى اليها ..وبكر بالذهاب فوجد مكانا شاغرا فى المقدمة فسر كثيرا ..سيكون قريبا منها ويراها عن قرب ..اقبلت ممسكة يدى رجلا عجوزا وجلست على كرسيها فابتعد الرجل العجوز خطوات الى الوراء والتفتت هى الى الحضور واومأت برأسها تحييهم فى رقة وكانت عيناها جميلتان ولها نظرة تخترق القلب اختراقا ..نظرة ملؤها الحب والحنان ..وبدأت تعزف فشعر انه يحلق بعيدا فى الفضاء جعلته الالحان يشعر وكأنه لمس السحاب بيديه ..وكان لحنا حزينا فطفرت من عينيها دمعة احس انها سالت على خديه هو ..وفجأة التقت عيناهما ..ابتسمت فى رقة .. وتسارعت دقات قلبه.. فابتسم متظاهرا بالثبات ..وانتهت من العزف فساد الصمت لحظات كان الجمهور مبهورا.. ثم أفاقوا من خيالاتهم وحيوها بحرارة لمهارتها وحسها الراقى ..
فكر مرات ومرات قبل ان يذهب اليها ليحييها واخيرا استجمع شجاعته وقرر بحسم ان يذهب اليها قبل ان تنصرف تقدم اليها مرتبكا ومد يديه ليسلم عليها وقال :
ما ابدع عزفك ..واعذب الحانك
قالت : اشكرك ..
ولكنها لم تمد يدها لتسلم عليه ..واقبل العجوز واخذ بيديها واصطحبها الى الخارج ..واختفت عن الانظار
تهاوى على كرسيه وهو مذهول وقال فى اسى :
يا الهى ..انها عمياء !!